قرار مجلس الأمن والاستيطان الإسرائيلي- انتصار أخلاقي أم مجرد حبر على ورق؟
المؤلف: عزيزة المانع08.18.2025

لا يراودني شكٌّ في أنَّ قرارًا لمجلس الأمن لم يسبق له أنْ أثارَ مثلَ هذهِ الضَّجةِ الهائلةِ والاهتمامِ البالغِ، كما فعلَ القرارُ الذي يُدينُ سياسةَ الاستيطانِ الإسرائيليةِ الجائرةِ في الضفةِ الغربيةِ المحتلةِ للأراضي الفلسطينيةِ. هذا القرارُ التاريخيُّ، الذي صدرَ بإجماعِ الدولِ الأعضاءِ (باستثناءِ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ التي آثرتِ الامتناعَ عنِ التصويتِ)، أحدثَ صدىً واسعًا مدويًا على نطاقٍ عالميٍّ واسعٍ، ولعلَّ السببَ في ذلكَ يعودُ إلى المفاجأةِ التي صعقتِ العالمَ بأسرهِ، وذلكَ بالنظرِ إلى هذا التحولِ الدراماتيكيِّ غيرِ المتوقعِ في نتائجِ تصويتِ مجلسِ الأمنِ بشأنِ قضيةٍ حساسةٍ تتعلقُ بإسرائيلَ وجرائمِها المشينةِ في فلسطينَ. فمنَ المعتادِ دائمًا تغليبُ المصالحِ الإسرائيليةِ، وفي حالِ لمْ يحدثْ ذلكَ، كانَ الفيتو الأمريكيُّ حاضرًا وبقوةٍ لإبطالِ أيِّ قرارٍ قدْ يتعارضُ معَ مصالحِ إسرائيلَ.
ولكنْ هذهِ المرةَ، تخلتْ أمريكا عنْ إسرائيلَ بشكلٍ ملحوظٍ، ولمْ تستخدمْ حقَّ النقضِ (الفيتو)، وتركتْ إسرائيلَ تواجهُ دولَ العالمِ بمفردِها في هذا المحفلِ الدوليِّ. وقدْ أسفرَ ذلكَ عنْ هذهِ النتيجةِ الحاسمةِ، التي تجسدُ لإسرائيلَ مكانتَها الحقيقيةَ في العالمِ، وذلكَ عندما تتخلى أمريكا عنْ دعمِها المطلقِ وغيرِ المشروطِ لها.
ويعزو المحللون السياسيون هذا الموقفَ الأمريكيَّ المخيبَ للآمالِ لإسرائيلَ، والذي تجلى في عدمِ استخدامِ الفيتو، بأنهُ لمْ يكنْ بدافعِ الحبِّ للعدالةِ أوْ نصرةِ الحقِّ، وإنماْ لإغاظةِ بنيامين نتنياهو، الذي يشوبُ علاقتهُ المتوترةُ معَ الرئيسِ الأمريكيِّ السابقِ باراك أوباما، بعضُ الخلافاتِ العميقةِ.
منْ جهةٍ أخرى، لمْ تبالِ إسرائيلُ بقرارِ مجلسِ الأمنِ، وهذا كانَ أمرًا متوقعًا، فهي لنْ تفعلَ شيئًا ولنْ تحركَ ساكنًا على الإطلاقِ. لنْ توقفَ مشاريعَها الاستيطانيةَ المتهورةَ، ولنْ تغيرَ منْ سياستِها التوسعيةِ غيرِ المشروعةِ. بلْ على النقيضِ تمامًا منْ ذلكَ، ردتْ على قرارِ مجلسِ الأمنِ بنزقٍ واضحٍ منْ خلالِ تصريحاتِ رئيسِ وزرائِها، التي أكدَ فيها بإصرارٍ أنَّ إسرائيلَ ماضيةٌ قدمًا في مشاريعِ الاستيطانِ ولنْ تتخلى عنها مهما كلف الأمر.
ومعَ ذلكَ، وعلى الرغمِ منْ أنَّ إسرائيلَ أبدتِ اللامبالاةَ بما أصدرهُ مجلسُ الأمنِ منْ قرارٍ حاسمٍ، إلا أنَّ الرئيسَ الجديدَ لأمريكا دونالد ترمب بادرَ على الفورِ إلى طمأنةِ إسرائيلَ، مؤكدًا أنها "في عيونهِ الثنتين"، وأنَّ سياسةَ أمريكا المقبلةَ ستكونُ مختلفةً تمامًا عنِ السياسةِ الحاليةِ، وأنَّ الدعمَ الأمريكيَّ لإسرائيلَ لنْ يتوقفَ أبدًا، وكلُّ ما عليها هوَ أنْ تهدأَ و"تطولَ بالَها" وألا تقلقَ إطلاقًا.
الكثيرون يعتبرون قرارَ مجلسِ الأمنِ إنجازًا أخلاقيًا للمجلسِ بحدِ ذاتهِ، ويمثلُ انتصارًا للعدالةِ والحقِ، وذلكَ بعدَ أنْ كانتِ الصلفُ الإسرائيليُّ المستندُ إلى القوةِ الأمريكيةِ، يحولُ دائمًا دونَ حدوثِ شيءٍ كهذا. ولكنْ هذا القرارَ، وإنْ عُدَّ كذلكَ، فإنهُ على المستوى الفعليِّ لا قيمةَ لهُ ولا تأثيرَ لهُ على أرضِ الواقعِ، إنْ لمْ تصاحبهُ عقوباتٌ صارمةٌ تجبرُ إسرائيلَ على وقفِ الاستمرارِ في بناءِ المستوطناتِ غيرِ الشرعيةِ.
وبالنظرِ إلى أنَّ هذا القرارَ، بالصورةِ التي صدرَ فيها يمثلُ "بيضةَ الديكِ" التي يندرُ تكررُ مثلِها، فهلْ يمكنُ للعربِ أنْ يبادروا إلى الاستفادةِ منهُ واستثمارهِ على النحوِ الأمثلِ في الضغطِ عالميًا لإرغامِ إسرائيلَ على إيقافِ الاستيطانِ وهدمِ بيوتِ الفلسطينيينَ الأبرياءِ للحصولِ على المزيدِ منْ أراضيهم؟ وهلْ يمكنُ للعربِ أنْ يفعلوا ذلكَ في ظلِ سياسةِ ترامب المقبلةِ؟
ولكنْ هذهِ المرةَ، تخلتْ أمريكا عنْ إسرائيلَ بشكلٍ ملحوظٍ، ولمْ تستخدمْ حقَّ النقضِ (الفيتو)، وتركتْ إسرائيلَ تواجهُ دولَ العالمِ بمفردِها في هذا المحفلِ الدوليِّ. وقدْ أسفرَ ذلكَ عنْ هذهِ النتيجةِ الحاسمةِ، التي تجسدُ لإسرائيلَ مكانتَها الحقيقيةَ في العالمِ، وذلكَ عندما تتخلى أمريكا عنْ دعمِها المطلقِ وغيرِ المشروطِ لها.
ويعزو المحللون السياسيون هذا الموقفَ الأمريكيَّ المخيبَ للآمالِ لإسرائيلَ، والذي تجلى في عدمِ استخدامِ الفيتو، بأنهُ لمْ يكنْ بدافعِ الحبِّ للعدالةِ أوْ نصرةِ الحقِّ، وإنماْ لإغاظةِ بنيامين نتنياهو، الذي يشوبُ علاقتهُ المتوترةُ معَ الرئيسِ الأمريكيِّ السابقِ باراك أوباما، بعضُ الخلافاتِ العميقةِ.
منْ جهةٍ أخرى، لمْ تبالِ إسرائيلُ بقرارِ مجلسِ الأمنِ، وهذا كانَ أمرًا متوقعًا، فهي لنْ تفعلَ شيئًا ولنْ تحركَ ساكنًا على الإطلاقِ. لنْ توقفَ مشاريعَها الاستيطانيةَ المتهورةَ، ولنْ تغيرَ منْ سياستِها التوسعيةِ غيرِ المشروعةِ. بلْ على النقيضِ تمامًا منْ ذلكَ، ردتْ على قرارِ مجلسِ الأمنِ بنزقٍ واضحٍ منْ خلالِ تصريحاتِ رئيسِ وزرائِها، التي أكدَ فيها بإصرارٍ أنَّ إسرائيلَ ماضيةٌ قدمًا في مشاريعِ الاستيطانِ ولنْ تتخلى عنها مهما كلف الأمر.
ومعَ ذلكَ، وعلى الرغمِ منْ أنَّ إسرائيلَ أبدتِ اللامبالاةَ بما أصدرهُ مجلسُ الأمنِ منْ قرارٍ حاسمٍ، إلا أنَّ الرئيسَ الجديدَ لأمريكا دونالد ترمب بادرَ على الفورِ إلى طمأنةِ إسرائيلَ، مؤكدًا أنها "في عيونهِ الثنتين"، وأنَّ سياسةَ أمريكا المقبلةَ ستكونُ مختلفةً تمامًا عنِ السياسةِ الحاليةِ، وأنَّ الدعمَ الأمريكيَّ لإسرائيلَ لنْ يتوقفَ أبدًا، وكلُّ ما عليها هوَ أنْ تهدأَ و"تطولَ بالَها" وألا تقلقَ إطلاقًا.
الكثيرون يعتبرون قرارَ مجلسِ الأمنِ إنجازًا أخلاقيًا للمجلسِ بحدِ ذاتهِ، ويمثلُ انتصارًا للعدالةِ والحقِ، وذلكَ بعدَ أنْ كانتِ الصلفُ الإسرائيليُّ المستندُ إلى القوةِ الأمريكيةِ، يحولُ دائمًا دونَ حدوثِ شيءٍ كهذا. ولكنْ هذا القرارَ، وإنْ عُدَّ كذلكَ، فإنهُ على المستوى الفعليِّ لا قيمةَ لهُ ولا تأثيرَ لهُ على أرضِ الواقعِ، إنْ لمْ تصاحبهُ عقوباتٌ صارمةٌ تجبرُ إسرائيلَ على وقفِ الاستمرارِ في بناءِ المستوطناتِ غيرِ الشرعيةِ.
وبالنظرِ إلى أنَّ هذا القرارَ، بالصورةِ التي صدرَ فيها يمثلُ "بيضةَ الديكِ" التي يندرُ تكررُ مثلِها، فهلْ يمكنُ للعربِ أنْ يبادروا إلى الاستفادةِ منهُ واستثمارهِ على النحوِ الأمثلِ في الضغطِ عالميًا لإرغامِ إسرائيلَ على إيقافِ الاستيطانِ وهدمِ بيوتِ الفلسطينيينَ الأبرياءِ للحصولِ على المزيدِ منْ أراضيهم؟ وهلْ يمكنُ للعربِ أنْ يفعلوا ذلكَ في ظلِ سياسةِ ترامب المقبلةِ؟